قـــصـــــص و حــــكــــــم





ما كان في شيء إلا زانه
تنازعت الرياح و الشمس فكل منها يدعي أنه الأقوى فقررا أن يتسابقا في من يستطيح إجبار رجل مسافر على التجرد من معظم ثيابه و الذي ينجح في تحقيق ذلك يعترف للآخر بأنه الأقوى هبت الرياح بعنف لتنزع ثياب الرجل لكنه تمسك بقوة بثيابه كررت الرياح المحاولة مرت أخرى بطريقة أكثر عنفا فما كان من الرجل إلا أن تمسك بثيابه وبكل قوة أعلنت الرياح الاستسلام و جاء دور الشمس في البداية أشرقت الشمس بدفئها المعهود فقام الرجل بخلع سترته الفوقية اشتدت أشعة الشمس فقام الرجل بالتخلي من ملابسه الأخرى اشتدت أكثر فأكثر فاتجه الرجل إلى البحر كي يستحم فتجرد من معظم ملابسه .
تذكر دائما أنه بالتأني تدرك الفرص و خذ بعين الاعتبار ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه و لا نزع من شيء إلا شانه ) .


الــقـنـاع
ارتدى الحمار يوما جلد الأسد و راح يرعب الوحوش كلها لكنه التقى بالثعلب و أراد أن يخيفه مثل بقية الحيوانات فقال له الثعلب : صدقني كدت أنا نفسي أخاف منك لولا أن سمعت نهيقك ).
 الأغبياء يتخفون في ثياب الآخرين ثم يفضحون أنفسهم لأنهم لا يكفون عن الثرثرة و قديما قالت العرب : يا ليته ستر عيه بصمت .


الوزة
يروى أن صيادا فقيرا وجد ذات يوم بيضة من الذهب بجوار وزة فباعها بثمن كبير و أخذ يتردد على هذه الوزة يوميا و هي تعطيه بيضات من الذهب ... و في يوم من الأيام سأم من الانتظار فقال في نفسه : إذا فتحت بطن هذه الوزة فسأجد ذهبا كثيرا بالتأكيد و فعلا بقر بطن الوزة و كانت المفاجأة بأنه لم يجد شيئا وانقطع الذهب بموت الوزة .
الطمع حينما يتحكم بالإنسان يذهب ما بيديه من نعمة .


الــوهـــم
أصيب أحد الأثرياء بوهم عظيم مفاده أن في أمعائه ثعبان فراجع الأطباء و سأل الحكماء فكانوا يدارون الضحك حياء منه و يخبرونه أن الأمعاء قد يسكنها الدود و لكن لا تقطنها الثعابين فلا يصدق حتى وصل إلى طبيب حاذق بالطب بصير بالنفسيات قد سمع بقصته فسقاه مسهلا و أدخله المستراح و كان وضع له ثعبانا فلما رآه أشرق وجهه و نشط جسمه و أحس بالعافية و نزل يقفز قفزا و كان قد صعد متحاملا على نفسه يلهث إعياء و يئن و يتوجع و لم يمرض بعد ذلك أبدا .
الإنسان سجين أوهامه إذا لم يقم بالتحكم بها .


الــحـــب
سألت معلمة تلاميذها أن يأتوا إلى الصف بمقتنياتهم التي يحبونها كثيرا فحمل بعضهم ألعابهم من سيارات صغيرة و دمى و لكن واحدا منهم اصطحب جده الذي يبلغ الثالثة و الثمانين .
اجعل قيمتك أهم من قيمة هداياك .

دموع التمساح

يحكى أن صيادا ماهرا وضع شبكة الصيد في يوم من أيام الشتاء الباردة و لما امتلأت بالعصافير أخذ يذبحها بالتدريج و بيده سكين و كانت الدموع تسيل من عينيه من شدة البرد أخذ أحد العصافير يبكي خوفا من الذبح فقال له عصفور مغفل : لماذ تبكي ؟ ألا ترى أن الصياد رحيم تسيل الدموع من عينيه ؟ فقال العصفور الواعي : ( انظر إلى فعل يديه لا إلى دموع عينيه ) .
كثيرا ما تكون الأفعال أبلغ بكثير من الأقوال  .

هناك تعليقان (2):